أخبارثقافة وأدب وفنون

العواصف التي تسبق الهدوء

بقلم : سامي عبد اللطيف النصف

منذ 33 عاماً ودورات الحياة في الكويت تتناوب بين عواصف وفترات هدوء مدمرة، فعندما نلحظ أن هناك هدوءاً نعلم أنه مؤقت ويعرف الجميع أن عواصف مزمجرة ستتبعه، وعندما تأتي العواصف – وما أكثرها – نعلم أنها ستنتهي بهدوء كاذب، ولن يتغير خلاله أي شيء، فلن تصلح خارطة الطريق، ولن تعدل قواعد اللعبة السياسية، بل فقط إما حل حكومات وإما حل مجالس، ودعوات معتادة للانتخابات، حلٌ يأَّس الناس أو كادوا من عمليات إصلاح حقيقية.

***

المأساة أن سنوات أسعار النفط العالمية التي تسد عجوزات الميزانيات وتخفي العيوب والأخطاء والسرقات، أصبحت تسيِّل لعاب بعض النواب لتبديد الثروات والمداخيل النفطية، ومعها عوائد الصناديق السيادية في القضايا الشعبوية والدغدغة الانتخابية الكفيلة بالقضاء على الكويت وأجيالها المستقبلية، علما بأن أغلب من يتقدمون بالاقتراحات المالية ذات الكلفة المليارية غير مختصين، بل يحاولون فرضها قسراً عبر بدعة الخارطة التشريعية وعلماً بأن تلك المقترحات، ومعها الخارطة التي لا مثيل لها بالعالم أجمع، ولا حتى عبر تاريخ الدول منذ نشأتها الأولى.

***

آخر محطة:
(1) بينما يفترض بمشروع كويت المركز المالي الحلم الذي تحول لوهم أن يأتي لنا بالاستثمارات وتحول مراكز ومقار الشركات العالمية للكويت، كما حدث بالدول الخليجية الشقيقة وآخرها السعودية، شهدت الكويت إبان تسلم بعض المسؤولين الماليين السابقين لملف المركز المالي عمليات بيع وارتحال الشركات الكويتية العملاقة العابرة للحدود لخارج الكويت بسبب المحاربات والمضايقات من قبل السلطات الثلاث ومحاولات التكسب الشخصي على حسابها…

(2) أوضاعنا المقلوبة وتعزيز شعار ومبدأ إحنا غير انتهت بمشاريع حكومية مليارية فاشلة، مبالغ في أسعارها ممثلة بموانئ وكبارٍ وجسور وطرق وغيرها، يقابلها إيقاف مشاريع عملاقة ناجحة للقطاع الخاص والتي لا تكلف المال العام شيئاً، بل تضيف له مئات الملايين كل عام… وعجبي!

المصدر : جريدة النهار الكويتية

إغلاق
إغلاق