أخبار

عندما تعلو صرخة الحق في الجامعات

لم يكن مستغرباً أن تصدح صرخة الحق انتصاراً للحرية، وإعمالاً لميزان العدالة، ورفضاً للعدوان من داخل حرم الجامعات، التي تعتبر دوماً – إلا ما ندر – منبراً لكلمة الحق، ومنبعاً للتغيير، وقائداً للوعي المجتمعي العادل. وهذا ما حدث في الساحة الأكاديمية الأمريكية، حين تتابعت وقفات التأييد للحق الفلسطيني، والتنديد بالعدوان الصهيوني، الذي أمعن في العدوان والإبادة لأطفال ونساء وشباب غزة وأهلها العزل، ذلك العدوان الذي هدم الدُور، وأحال المستشفيات إلى قبور، وأوقف المؤن والطعام عن أفواه المشردين، ذلك التجبّر الوحشي الذي لم يردعه استنكار ولا مقاطعة أممية، ولا حتى ما اتخذه مجلس الأمن من قرار.

أتت صرخة الحق ضد الظلم من ساحات الجامعات الأمريكية، لتلتحم مع المسيرات الممتدة في العالم أجمع، بينما ما زال بعض من العرب يتأرجحون بين الغفلة والشجب، وإصدار بالبيان تأصيلاً للعمل بأضعف الإيمان.

صرخة الحق هذه رفعتها جموع الطلبة ومناصريهم من أساتذة وباحثين وعاملين في الساحات الجامعية، وكان لها التأثير – الدومينو– حيث تتابعت الاحتجاجات لتشمل أعرق الجامعات (40 جامعة حتى كتابة المقال). تلتها أقرانها في بريطانيا وكندا وسدني في استراليا وغيرها. صرخة الجامعات هذه ساهمت، كما ساهمت المقاومة الفلسطينية، في تغيير معالم الخريطة السياسية ليس في هذه المنطقة المنكوبة فقط، بل في العالم أجمع، وأيقظت الوعي العالمي على ما كان الصهاينة يرتكبونه لسنوات من عدوان في حق هذا الشعب العربي المسلوبة أرضه.

فزعة أكاديمية توَّجها 1000 أكاديمي وباحث، بتوقيعهم على وثيقة كتبت بأحرف من نور، موجهة لرئيس جامعة كولومبيا العريقة، احتجاجاً على استدعائه الشرطة لحرم الجامعة لتفريق المتظاهرين نصرة للحق الفلسطيني والمنددين بموقف حكومتهم المساند للعدوان. وثيقه حمل من خلالها أهل العلم مشعل الحرية، الذي يجب أن يكون متقداً دائماً في الفضاء الأكاديمي وبشكل سلمي متحضر، مناصراً للحق أينما وجد، مناهضاً للعدوان أينما كان.

تحية من القلب

تحية للكويت، قيادة وشعباً وحكومة، على موقفها الثابت تجاه أهلنا في غزة وفلسطين في محنتهم، وتحية عطرة للفرق الطبية الكويتية، التي حمل أفرادها أرواحهم على أكفهم، وساهموا في أرض الميدان بجهودهم.. حفظهم الله وحفظ الكويت، ونصر أهلنا في غزة وفلسطين، إنه سميع الدعاء مجيب.

إغلاق
إغلاق